تاريخ ”مقاضي البيت“

يعيش إنسان اليوم نعيش رفاهية منقطعة النظير في مسألة التموينات الغذائيه، والتي تبدأ من الوفرة العجيبة في أدنى الاحتياجات، كالمنتجات البسيطة -اليومية- المحشورة في كيس البقالة، والتي وجدناها على متن أرفف مستوية وممتدة على مد البصر، وتحت سقفٍ واحد غالبًا في نماذج البيع بالتجزئة من حولنا.

دعنا نطرح عليك سؤالًا مفاجئًا، هل فكرت من قبل في رحلة المقاضي عبر التاريخ؟ هل كانت التموينات الغذائيه متاحة دائمًا في مكان واحد؟ في الواقع لم يمتلك الإنسان من قبل هذه الرفاهية التي نتمتع بها في الوقت الراهن، بل كانت التموينات الغذائيه مقسمة على مهن مختلفة ولكلٍ سوقه وزبائنه، فهنالك الخضري الذي يبيع الخضار وهو الذي يبيع في دكانه، فإن لم يكن لديه دكان فهو البسطاطي، وهناك الفكهاني الذي يبيع ما طاب من الفاكهة، والحلّاب  الذي يبيع اللبن والحليب، والخزَّان الذي يدَّخِر الأقوات من حبوبٍ وسمن وغيرها.

كما أن هنالك الحلواني الذي يختص بصناعة الحلويات وبيعها، والخبّاز الذي يعجن ويخبز ألوانًا من المخبوزات، واللحام الذي يبيع اللحوم، والعطَّار الذي ”قد“ يصلح ما أفسده الدهر بخبرته في الاعشاب والزيوت، فلك أن تتخيل النعيم الذي نعيش فيه في هذا الزمان ونحن نحصل على كافة الاحتياجات في بقعة صغيرة لا تتطلب أكثر من خطوات معدودة جيئةً وذهابًا. 

لكن ماذا عن الحياة ما قبل الوفرة؟ لنعد لعدة أزمنة ونشهد دور التموينات الغذائيه في حياة الشعوب، كيف بدأ الاحتياج ولم تطور على هذا النحو؟

التموينات الغذائيه

الغذاء في مرحلة ما قبل العملة النقدية

الاحتياج للغذاء احتياج فسيولوجي فطري نشأ مع الإنسان؛ والتموينات الغذائيه ضرورية لبقائه على قيد الحياة ولذا فقد تربع الطعام على قاعدة هرم ماسلو للحاجات Maslow’s Hierarchy Needs والتي قدمها لأول مرة عالم النفس الأمريكي ”أبراهام ماسلو“ عام 1943 في ورقة بحثية بعنوان ”نظرية التحفيز البشري“ A Theory of Human Motivation، ثم مرة أخرى في كتابه اللاحق ”الدافع والشخصية“ Motivation and Personality، وهذا الاحتياج المُلِح لـ التموينات الغذائيه هو ما دفع الإنسان إلى الصيد والزراعة وتربية الماشية وغيرها من النشاطات البشرية التي تحفظ النوع الإنساني.

ثم لمّا تنوعت المصادر وزاد المحصول بالتزامن مع زيادة الاحتياج، واتسعت الرقعة الاجتماعية وتعددت المشاغل، اضطر الإنسان منذ 6000 عام قبل الميلاد إلى ابتكار طريقة لتبادل المنفعة، فنشأت المقايضة Bartering باستبدال السلع بالسلع -وبالطبع ترتكز على التموينات الغذائيه بشكلٍ رئيس- وذلك قبل ظهور العملات النقدية، والجدير بالذكر أن مثل هذه الصفقة يكفي في إتمامها ومشروعيتها التقاء أصحاب السلع ورغبتهما بالحصول على الشيء الذي يملكه الآخر كتبادلٍ نفعي، ثم تطورت العملية مع الوقت لتشمل الخدمات؛ مثل العمل لقاء الحصول على سلعةٍ ما، وتعد عملية المقايضة بالمجمل أحد أقدم أشكال التجارة التي تشكل المنطلق الحقيقي لنشوء فكرة استخدام المال في التعاملات التجارية في التموينات الغذائيه وغيرها من السلع.

التموينات الغذائيه

من مقايضة قمح بشعير إلى متجر حيوي بين قبضتك

تعرض الإنسان للعديد من الصعوبات في مرحلة المقايضة للحصول على التموينات الغذائيه، مثل صعوبة تعيين نسبة التبادل، وصعوبة التحقق من الاشتراك في الرغبة، وصعوبة التخزين والتجزئة، وصعوبة الدفع بالآجل، مما دفعه لابتكار وسيلة أيسر وأكثر مرونة لتبادل التموينات الغذائيه بأمان مع حفظ الحقوق لجميع الأطراف.

فظهرت حينها النقود كشكل من أشكال السلع، ثم أخذت صورتها المعدنية المصكوكة، ثم تحولت للنسخة الورقية، فالمصرفية وصار لها خازن تمامًا كما ذُكر في قصة سيدنا يوسف -عليه السلام- لما قال ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ في آية 55 من سورة يوسف، وتضمنت التفاسير الموثوقة بأن الخزائن يقصد بها مكان حفظ الأموال والأقوات، وما يزال المال يتّخذ أشكالًا حديثة غير متوقعة، وكل ذلك في سبيل توفير الاحتياج الإنساني من التموينات الغذائيه وغيرها من الاحتياجات الضرورية والثانوية.

مع تنوّع أشكال المقايضة والنقد المالي، تعددت أشكال المنتجات على اختلاف أنواعها، كما  اتسعت خيارات النوع الواحد اتساعًا مدهشًا، فصار لـ التموينات الغذائيه صورًا شاسعة حيث ظهرت تصنيفات لاختيارات صحية ونباتية ومختصة بأنواع معينة من الحمية الغذائية، وأصبحت ”البقالة“ المعتادة ذات المنتجات المحدودة والضرورية تضم منتجات أوسع من التموينات الغذائية التي تعد ضرورة لتغطية الاحتياجات اليومية، وكما تنوعت التموينات الغذائيه فقد تنوعت وسائل البيع كذلك، فبدأت بالبسطات -التي ما تزال موجودة حتى يومنا هذا في الأسواق الشعبية-، ثم الدكاكين، والمحلات، حتى وصلت للمتاجر الإلكترونية كما تجدها على منصة سلة، وهذا ليس كل شيء؛ حيث اتخذت صورًا متجددة وصارت المنتجات تُصف وتُرص على أرفف افتراضية، تحت سقفٍ واحد، وهو ما يسمى بـ Marketplace مثل تطبيق محلي

التموينات الغذائيه

محلي مجرد دكان؟

بحث بسيط على محرك البحث في تطبيق محلي يفتح لك آفاق واسعة من الخيارات، تجد كل ما تحتاجه، وما لم يخطر لك على بال، في مساحة صغيرة تغطي سطح شاشة هاتفك المتحرك، وبنقرات معدودة، تحت تصانيف تنظم تجربتك الشرائية لـ التموينات الغذائيه. تحتاج قهوة؟ لاتيه؟ مقطرة؟ سيروب بنكهتك المميزة؟ كل هذا وأكثر تجده تحت تصنيف ”مستلزمات القهوة“، أما التموينات الغذائيه اليومية المعتادة فتنتظرك على رف ”أكل ومشروبات“ وهو يتضمن الكثير من التصنيفات الفرعية مثل:

  • الخضروات والفواكه
  • اللحوم والدواجن
  • المشروبات والعصائر
  • التمور والعسل
  • الزيوت والسمن
  • الاجبان والمخللات
  • عطارة ومحمصة
  • المخبز

أما إذا كنت تخطط للخروج في نزهة أو (كشتة) كما نقول في دارجتنا؛ فنوصيك بزيارة تصنيف ”لوازم الرحلات والتخييم“، ولا تقلق، حيوانك الأليف محل اهتمام المتاجر، تحت تصنيف ”الحيوانات الأليفة ومستلزماتها“، كما أن هنالك تصنيفات أخرى متنوعة وشيقة تجعل من تجربة التسوق تجربة ممتعة ومبتكرة.

 أفضل أدوات منزلية للمطبخ تجدها في محلي

التموينات الغذائيه

هل ما زلت تعتقد بأن محلي مجرد دكان يوفر التموينات الغذائيه فقط بعد هذا؟ 

محلي ببساطة منصة تجمع التاجر المحلي، بالمستهلك المحلي وذلك سعيًا من سلة لدعم الاقتصاد المحلي، عبر قناة تسوّق جديدة مجانية للمتاجر، تجذب شريحة عملاء أوسع، وتحتوي على منتجات أشمل يصل إليها العميل بسهولة وكفاءة عالية.

انتهت مرحلة المعاناة سعيًا خلف التموينات الغذائيه، وهذا عهد جديد يبدأ من منتجات متنوعة مرصوفة على أرفف غير مادية، في قبضة يدك. محلي يجعل حياتك أيسر مما تتخيل. مستعد للتجربة؟ 

حمّل التطبيق، واملأ خزانتك بـ التموينات الغذائيه بالوسيلة الحديثة. هذه تجربة تاريخية، سترويها يومًا ما كما روينا قصة المقايضة الأولى على متن الأرض.